الملك و الإدارة العامة لشئون الزير
كتب: يسري أحمد عباس الملك و الإدارة العامة لشئون الزير
يحكى أن ملكا كان يتفقد أنحاء مملكته فمر على قرية و وجد أهلها يشربون من الترعة مباشرة ..
فقال للحاشية : ( أوجدوا لهم ما يعينهم على الشرب حتى لو كان زير ) و مضى ليكمل باقي جولته …
كبير الوزراء فورا أمر بشراء زير و وضعه على شاطئ الترعة ليشرب منه الناس ..
وبعدما وصل الزير طلع موظف ذكي وقال :
لكن كدا الزير ده يبقى أموال عامة و عهدة حكومية .. لذلك لابد من خفير يقوم بحراسته ..
و كذلك لابد من سقا ليملأه كل يوم ..
وبالطبع مش معقول خفير واحد و لا سقا واحد سيقوم بحراسته طوال الأسبوع ) ..
فتم تعيين 6 خفراء وستة سقايين للعمل بنظام الورديات و لحراسة وملئ الزير ..
ثم نهض موظف عبقري آخر و قال :
الزير ده محتاج حمالة وغطاء وكوز و لابد من تعيين فنيين صيانة لعمل الحمالة و الغطا والكوز و علي الفور بادر موظف خبير متعمق
فقال : طيب و مين اللي هايعمل كشوف المرتبات للناس دي كلها ؟؟ ..
لابد من إنشاء إدارة حسابية وتعيين محاسبين بها ليصرف للعمال مرتباتهم .
ثم جاء بعده عبقري آخر يقول :
طيب ومين اللي هايضمن إن الناس دي هاتشتغل بانتظام ؟لازم حد يتابعهم ويشرف على الخفر والسقايين والفنيين ،فتم إنشاء إدارة لشئون العاملين و عمل دفاتر حضور وانصراف للموظفين والعاملين ..
أضاف موظف كبير مخضرم آخر :
طيب لو حصل أي تجاوزات أو منازعات بين العمال وبعضهم ، مين اللي هايفصل فيها ؟
فكان لابد من إنشاء إدارة شئون قانونية للتحقيق مع المخالفين والفصل بين المتنازعين
وبعدما تم عمل كل هذه الإدارات ..
جاء أقدم موظف و أكثرهم خبرة و حنكة وقال
من يرأس كل هؤلاء الموظفين؟الأمر يتطلب ندب موظف كبير ليدير العمل وبعد مرور سنة ..
كان الملك يمر كالعادة متفقدا أرجاء مملكته ..
فوجد مبنى فخما وشاهقا مضاء بأنوار كثيرة وتعلوه يافطة كبيرة مكتوب عليها :
( الإدارة العامة لشئون الزير )
ووجد في المبنى غرف وقاعات اجتماعات ومكاتب كثيرة ..
كما وجد رجلا مهيبا أشيب الشعر يجلس على مكتب كبير وأمامه لافتة مكتوب عليها
…. مدير عام شئون الزير الدكتور فلان ….
فتساءل الملك مندهشا عن سر هذا المبنى و هذه الإدارة الغريبة التي لم يسمع بها من قبل ..
فأجابته الحاشية الملكية :
كل هذا للإدارة و الرعاية و العناية بشئون الزير الذي أمرت به للناس في العام الماضي يامولاي
…..المفاجأة … !!!أن الملك لما راح يبحث عن الزير نفسه وجده فارغا، مكسورا ،و بجواره خفير و سقاء نائمان يشخران و بجانبهم يافتة مكتوب عليها : تبرعوا لإصلاح الزير